في ظلمة الليل..ومع اشتداد الريح التي تقرع القلوب قبل الأبواب..يخرج ذلك الضوء الخافت من تلكمو الحجرة الصغيرة..
هاهي تقترب من مدفئتها وتتحسس قلبها الذي يشابه في حرارته وحرقته حرارة المدفأة التي تخطو إليها ..
و ملامح بؤسها على محياها ..وقد ضمت إليها دفترا مهترئا....وأخذت تقلب أوراقه
بزفراتٍ متتالية وهي تقرأ ذكرياتها الجميلة مع أبنائها .. ،
متمتمة بهذه الكلمات : كم ضممتكم إلى صدري وكم لعبتم حولي ..!
أثناء ذلك .. تحركت الستائر فكشفت عن مراتع صباهم!!
حين كانت تفخر بهم جميعا !!
حين كانت المأوى لهم , حينَ كانوا يفخرون بها ..
وغاصت في خيالاتها
ثم لما عاودت النظرإلى صفحاتِ ذكراهم غصت بدمعتها حين رأت صفحة
ملطخة بدمائهم..فلم تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء..
وبدأت تصرخُ بصوتها المبحوح وتنادي..أين أنتم يا أبنائي..
ألم ترأفوا بحالي!!
أين أنتم فقد هجرتموني في هذا المكان؟!
وتركتموني مصابة بالوحدة
أنيسي الخذلان!!
قيدتموني!!وقذفتموني بأبشع الكلمات!!
ركضتم خلف السراب!!
ثم ها أنتم تحنون رؤوسكم عائدين مجرجرين ذيول الخيبة
والهزيمة النكراء ..
أتطالبوني بالعودة كما كنتُ وأنتم هكذا ؟!..
عذراً ..
لأني لن أعود كما كنت..حتى تعودا كما كنتم