
كان يا مكان في سالف العصر والأوان..
في تلك الجزيرة الرائعة وعلى الشواطئ الهادئة كان يعيش محمد مع عائلتة الصغيرة..
قد أنعم الله عليه بزوجة صالحة وأبناء صلاح..سارة..مرجانة.
كان محمد ماهر في الصيد بالبحر حتى أنه كان يلقب بفارس الصعاب..
يخرج بين فترة وأخرى مع أصدقاءه للغوص بالأعماق واستخراج اللألئ النادرة والأحجار الكريمة
لبيعها وللتجارة بها حتى أشتهر بتجارة المجوهرات الثمينة بجزيرته..
وفي يوم من الأيام تجهز محمد للخروج كعادته..لكن نظرات زوجته كانت تختلف وكأنها تخفي بنفسها
شيء كادت أن تبديه لكنها صمتت حتى لا تقلق محمد..نادت أبنائها صلاح ..سارة ..مرجانة
هيا تعالوا أبيكم يريد أن يخرج فودعاه..
نظر لها محمد قائلاً: مابك يا أم صلاح؟
أم صلاح: لا شيء فقط تعب قليل.
محمد:لا بأس عليك إن شاء الله إذاَ لا تتعبي نفسك في شيء وسأوصي أخي ناصر بالمرور عليكم
إن أردتم شيئاً فأخبروه.
أم صلاح: حسناً يا أبا صلاح .
ودع محمد أبنائه وكأنه يراهم للمرة الأولى ما بين ضم وتقبيل لهم..
كانت أم صلاح ترقبه
وتخفي دموعها اللؤلؤية حتى لا يراها..
أم صلاح:أستودعك الله يا أبا صلاح.
خرج محمد من منزله مسرعاً إلى الشاطئ وكان بإنتظاره أصدقاءة طارق وفيصل لتبدأ رحلتهم بين أمواج البحر..
في تلك الجزيرة الرائعة وعلى الشواطئ الهادئة كان يعيش محمد مع عائلتة الصغيرة..
قد أنعم الله عليه بزوجة صالحة وأبناء صلاح..سارة..مرجانة.
كان محمد ماهر في الصيد بالبحر حتى أنه كان يلقب بفارس الصعاب..
يخرج بين فترة وأخرى مع أصدقاءه للغوص بالأعماق واستخراج اللألئ النادرة والأحجار الكريمة
لبيعها وللتجارة بها حتى أشتهر بتجارة المجوهرات الثمينة بجزيرته..
وفي يوم من الأيام تجهز محمد للخروج كعادته..لكن نظرات زوجته كانت تختلف وكأنها تخفي بنفسها
شيء كادت أن تبديه لكنها صمتت حتى لا تقلق محمد..نادت أبنائها صلاح ..سارة ..مرجانة
هيا تعالوا أبيكم يريد أن يخرج فودعاه..
نظر لها محمد قائلاً: مابك يا أم صلاح؟
أم صلاح: لا شيء فقط تعب قليل.
محمد:لا بأس عليك إن شاء الله إذاَ لا تتعبي نفسك في شيء وسأوصي أخي ناصر بالمرور عليكم
إن أردتم شيئاً فأخبروه.
أم صلاح: حسناً يا أبا صلاح .
ودع محمد أبنائه وكأنه يراهم للمرة الأولى ما بين ضم وتقبيل لهم..
كانت أم صلاح ترقبه
وتخفي دموعها اللؤلؤية حتى لا يراها..
أم صلاح:أستودعك الله يا أبا صلاح.
خرج محمد من منزله مسرعاً إلى الشاطئ وكان بإنتظاره أصدقاءة طارق وفيصل لتبدأ رحلتهم بين أمواج البحر..
بادره طارق قائلاً له:أهلاً محمد لم تأخرت؟
محمد:عذراً يا صاحبي مررت على أخي ناصر ليرعى شؤون أهلي بغيابي.
طارق:أهاه لذلك تأخرت قليلاً حفظ الله أخاك يا محمد.
فيصل: هيا يا إخوة هاهو القبطان أيمن ومساعده هاني يناديان للصعود على متن سفينتنا فلتكملا حديثكما هناك.
طارق ومحمد:حسناً على بركة الله.
ركبوا جميعاً السفينة وبدأ القبطان أيمن يتفقدها ثم صاح أنزلوا الشرع..
بسم الله توكلنا على الله هيا رددوا معي دعاء السفركما كان يقوله رسولنا صلى الله عليه وسلم( أن ابن عمر علمهم ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر ، كبر ثلاثا ، ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون . اللهم ! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى . ومن العمل ما ترضى . اللهم ! هون علينا سفرنا هذا . واطو عنا بعده . اللهم ! أنت الصاحب في السفر . والخليفة في الأهل . اللهم ! إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب ، في المال والأهل وإذا رجع قالهن . وزاد فيهن آيبون ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون )صحيح مسلم
بدأت السفينة تشق طريقها بين الأمواج العاليةوكأنها تزمجر قائلة سوف امضي في طريقي.
فيصل:هيا ياطارق..هيا يا محمد ساعات قليلة ونصل بإذن الله إلى مكان البحث والغوص..فكونا على أتم إستعداد..
طارق ومحمد:حسناً يا فيصل عُلم يا صاحبنا المغوار
..
توقفت السفينة في وسط البحر كان الجو رائع جداً البحر هادئ يبعث الإطمئنان..نادى القبطان أيمن ومساعده هاني قد
وصلنا أيها التجار..سنظل هنا نجهز لكم الغداء وأنتم أبدؤوا رحلتكم في الأعماق دعواتنا لكم بإذن الله..
نزلوا التجار فيصل وطارق ومحمد إلى البحر وبدأت رحلتهم في الأعماق..شاهدوا مناظر لأول مرة يرونها..استمتعوا بها مابين المرجان وألوانه المشعه
واللآلئ التي في محارها تختبئ وكذلك الأسماك التي تسير بإتجاهات مختلفة..
مناظر الأعماق تدهشك في سرها ما إن تكون في وسطها حتى يلهج لسانك مسبحاً لملكوت الله سبحانه وتعالى..
أخذوا يجمعون من الأحجار واللآلئ التي تنفعهم في تجارتهم ولم يخرجوا إلى سطح البحرإلا قريب من وقت العصر..
صعدوا السفينة فتهللا القبطان ومساعده مسروران بادرهم الحمد لله على سلامتكم
هل أنتم بخير؟! لقد جهزت لكم الغداء سنأكل بعد أن تبدلوا ملابسكم..
محمد :نعم نحن بخير وكانت رحلتنا ماتعة لكن سنصلي أولاً ثم نأكل ..
القبطان أيمن: إذاً استبدلوا ملابسكم وأنا سأنادي للصلاة..
رفع صوت الأذان وكأن الأعماق تسمعه..صوت يهز الأبدان ويقرع القلوب في وسط البحار..
ثم اصطفوا جميعاً لأداء صلاتهم.الظهر والعصر قصراً وجمعاً..
ولما فرغوا من صلاتهم احضروا طعامهم وبدأ كل واحد منهم يحكي ما شاهده وما أدهشة في تلك الرحلة..
بعدها اتجه كل واحد منهم للراحة قليلاً..
أخذ محمد تلك الزاوية يفكر ثم غفى غفوة استيقظ منها على صدى صوت ابناءه ينادونه..
تلتفت لكنه علم أنه في البحر فتعوذ بالله من الشيطان ونهض إلى أصحابه..
جلسوا في سمر يتذاكرون أيامهم الماضية حتى وقت صلاة العشاء..أدوا صلاتهم وبعد الصلاة تجمعت تلك السحب وحجبت ضوء القمر..
بدأ البحر بالإضطراب فأخذ القبطان أيمن ينادي تجمعوا هنا يبدوا أن أحوال الطقس قد تغيرت..
محمد:عذراً يا صاحبي مررت على أخي ناصر ليرعى شؤون أهلي بغيابي.
طارق:أهاه لذلك تأخرت قليلاً حفظ الله أخاك يا محمد.
فيصل: هيا يا إخوة هاهو القبطان أيمن ومساعده هاني يناديان للصعود على متن سفينتنا فلتكملا حديثكما هناك.
طارق ومحمد:حسناً على بركة الله.
ركبوا جميعاً السفينة وبدأ القبطان أيمن يتفقدها ثم صاح أنزلوا الشرع..
بسم الله توكلنا على الله هيا رددوا معي دعاء السفركما كان يقوله رسولنا صلى الله عليه وسلم( أن ابن عمر علمهم ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر ، كبر ثلاثا ، ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون . اللهم ! إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى . ومن العمل ما ترضى . اللهم ! هون علينا سفرنا هذا . واطو عنا بعده . اللهم ! أنت الصاحب في السفر . والخليفة في الأهل . اللهم ! إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب ، في المال والأهل وإذا رجع قالهن . وزاد فيهن آيبون ، تائبون ، عابدون ، لربنا حامدون )صحيح مسلم
بدأت السفينة تشق طريقها بين الأمواج العاليةوكأنها تزمجر قائلة سوف امضي في طريقي.
فيصل:هيا ياطارق..هيا يا محمد ساعات قليلة ونصل بإذن الله إلى مكان البحث والغوص..فكونا على أتم إستعداد..
طارق ومحمد:حسناً يا فيصل عُلم يا صاحبنا المغوار
..توقفت السفينة في وسط البحر كان الجو رائع جداً البحر هادئ يبعث الإطمئنان..نادى القبطان أيمن ومساعده هاني قد
وصلنا أيها التجار..سنظل هنا نجهز لكم الغداء وأنتم أبدؤوا رحلتكم في الأعماق دعواتنا لكم بإذن الله..
نزلوا التجار فيصل وطارق ومحمد إلى البحر وبدأت رحلتهم في الأعماق..شاهدوا مناظر لأول مرة يرونها..استمتعوا بها مابين المرجان وألوانه المشعه
واللآلئ التي في محارها تختبئ وكذلك الأسماك التي تسير بإتجاهات مختلفة..
مناظر الأعماق تدهشك في سرها ما إن تكون في وسطها حتى يلهج لسانك مسبحاً لملكوت الله سبحانه وتعالى..
أخذوا يجمعون من الأحجار واللآلئ التي تنفعهم في تجارتهم ولم يخرجوا إلى سطح البحرإلا قريب من وقت العصر..
صعدوا السفينة فتهللا القبطان ومساعده مسروران بادرهم الحمد لله على سلامتكم
هل أنتم بخير؟! لقد جهزت لكم الغداء سنأكل بعد أن تبدلوا ملابسكم..
محمد :نعم نحن بخير وكانت رحلتنا ماتعة لكن سنصلي أولاً ثم نأكل ..
القبطان أيمن: إذاً استبدلوا ملابسكم وأنا سأنادي للصلاة..
رفع صوت الأذان وكأن الأعماق تسمعه..صوت يهز الأبدان ويقرع القلوب في وسط البحار..
ثم اصطفوا جميعاً لأداء صلاتهم.الظهر والعصر قصراً وجمعاً..
ولما فرغوا من صلاتهم احضروا طعامهم وبدأ كل واحد منهم يحكي ما شاهده وما أدهشة في تلك الرحلة..
بعدها اتجه كل واحد منهم للراحة قليلاً..
أخذ محمد تلك الزاوية يفكر ثم غفى غفوة استيقظ منها على صدى صوت ابناءه ينادونه..
تلتفت لكنه علم أنه في البحر فتعوذ بالله من الشيطان ونهض إلى أصحابه..
جلسوا في سمر يتذاكرون أيامهم الماضية حتى وقت صلاة العشاء..أدوا صلاتهم وبعد الصلاة تجمعت تلك السحب وحجبت ضوء القمر..
بدأ البحر بالإضطراب فأخذ القبطان أيمن ينادي تجمعوا هنا يبدوا أن أحوال الطقس قد تغيرت..
فبدؤوا يتجمعون..
محمد :ماذا يجري أيها القبطان؟
القبطان أيمن:تغير الجو فجاة وهذا يكون أحياناً في وسط البحار.
فيصل:هل سنستمر على هذه الحالة؟
المساعد هاني: الله أعلم يا فيصل دعواتك يا أخي..
طارق:أيها الإخوة الرياح تشتد..
القبطان أيمن:أيها الأحباب هذه ستر النجاة أرتدوها فهي تحمينا بعد الله سبحانه.
بدأ الخوف يدب في النفوس ولبس كل واحد منهم سترته ..هاهي الرياح تشتد
والأمواج تعلو والسحب بدأت تمطر..
محمد: أيها الإخوة عليكم بالدعاء والذكر..أسأل الله أن يرحمنا ويكشف عنا البلوى
فلا تسمع إلا همساتهم ودعواتهم..
إزداد إضطراب السفينة وبدأت تميل قليلاً..
القبطان أيمن:أيها الإخوة تمسكوا جيداً فالأمواج قادمة.
المساعد هاني: ما رأيكم كل إثنان يكونا معاً ويمسكا ببعضهما؟!
الجميع نعم الرأي أيها المساعد.
فتمسك القبطان بمساعده..وفيصل بطارق..ومحمد بسالم رافع الأشرعة وهكذا..
بدأت السفينة تميل أكثر فأكثر..والأمواج تعلو فتعلو..والمطر وصوت الرعد يهزها حتى سقطوا جميعاً في البحر..
بدأ كل واحد منهم يصيح بصاحبه للإطمئنان عليه تقاذفتهم الأمواج فمحمد يصيح بأصحابه فلا يسمعهم ولا يسمعونه وكذلك القبطان يصيح بهم جميعاً لكن الأمواج تبعدهم عن بعضهم.
ظل محمد ممسكاً بسالم يذكره بالله وأنه يجب التوكل عليه..بدأ سالم يلفظ أنفاسه
مودع له وطالب منه أن يتركه إذا فارق الحياة لينجو
..حركه محمد ..صاح به لكن لا جدوى..
ظل ممسكاً به حتى اتت تلك الموجه وفرقتهما رغم عنه صاح به لعله أن يحيا ..
أختلطت دموعه بماء البحر فلا تفرق بينهما..حاول أن يسبح قليلاً فالأمواج لا زالت عالية أحسس بشيء يطفو قريباً منه أنها
لوحة خشبية تمسك بها شعر بألم بيده أنها تنزف..حدق بها جيداً نعم أنها مخدوشة أختلطت دماءه بماء البحر..
شعر بدوار فالجرح تلطمه الأمواج..تماسك على نفسه حتى لا يفقدها..مالبث قليلاً حتى سكنت الرياح
وانقشعت السحب وبدأ يظهر ضوء القمر وعاد الموج هادئ كما كان..بدأ محمد يترجح بين الأمواج فلا يرى إلا السماء العالية
وأمواج البحر المتلاطمة .. رأى فجأة من بينها زعنفة لتلك السمكة نعم إنها سمكة القرش
التي اشتمت رائحة دماءه فأتت مسرعة لأكله..
هاهي تحوم حوله..حاول أن يسبح،أن يبتعد لكنها تتقدم..فتشجع وتوكل على الله وأمسك بلوحته الخشبية ثم أمسك بزعنفتها
أتته قوة في تلك اللحظة فأخذ يضربها ثم يضربها حتى لم يكد يراها ثم ألقى بنفسه على لوحته الخشبية من شدة التعب...
بدأت الشمس في الشروق وكأنها تلقي السلام على هذه الأرض
بسهولها وجبالها ببحارها وأنهارها..
شعر القبطان أيمن ومساعده هاني بدفء يريح أجسامهما فهما لا يزالان في البحر..
القبطان أيمن:أخي هاني هل أنت بخير؟
المساعد هاني: نعم ولله الحمد بعد ليلة البارحة أشعر برائحة قليلاً..أخي أيمن هل تظن أن
إخوتنا بخير فيصل وطارق ومحمد وسالم؟!
القبطان أيمن:بإذن الله يا هاني سيكونوا بخير..
صمتا قليلاً ثم صاح هاني.. أ ..أ.. أخي أيمن أنظر إنها الجزيرة..
نظر أيمن إليها نعم يا هاني أتى فرج الله..
هاني: ونعم بالله يا أخي..
أيمن: هيا يا أخي هاني هيا لنبحر في إتجاهها..
تقدم هاني ثم تقدم أيمن حتى وصلا إلى الجزيرة..وألقيا بنفسيهما على الشاطئ..
شعرا بفرح..بتعب..بحزن ..اختلطت مشاعرهما ..إنها جزيرتهما التي غادروها..
تجمعوا السكان عليهما..صاح أحدهم:إنه القبطان أيمن ومساعده هاني!!
ما بكم؟! لم يجيبا فقط نظراتهما هي التي تحكي..
جاء إليهم أبو سالم فهو كبير أهل الجزيرة ونادى بهم أن أنقلوهما إلى منزلي حتى يستريحا ويحكيا لنا الحكاية..
وبالفعل تم نقلهما إلى منزل أبو سالم..وبعد أن تحسنت حالتهما قص القبطان أيمن الحكاية وما دار
لهم بين أمواج البحر وأنه لا يعلم أين إخوتهم..
أبو سالم: لا حول ولا قوة إلا بالله..أسأل الله أن يلطف بحالنا ويردهم لنا يارب..
حسناً يا أبنائي سأذهب إلى أبو فيصل وأبو طارق وناصر وأصبرهم ثم أوصي ناصر بأن يرعى أبناء محمدلحين عودته..
وأنتما اجلسا عندي هذه الليلة حتى تتحسنا ثم تذهبا إلى منزلكما..
أيمن وهاني:شكراً لك وجزاك الله خيراً يا والدنا أبو سالم..
ذهب أبو سالم إلى ذوي المفقودين وصبرهم على هذا المصاب الجلل وأن هذا الأمر مقدر ومكتوب..
علم ناصر بالخبر ثم ذهب إلى منزل محمد يجر خطاه المثقلة..طرق الباب ففتحت سارة وما إن رأها
حتى بدأ يدافع عبراته سلم عليها وطلب منها أن تستأذن والدتها بأن يدخل لأمر هام..
سارة :حسناً يا عماه لا تذهب سأرجع سريعاً..ثم ذهبت إلى والدتها
سارة:أماه عمي ناصر يستأذنك بالدخول يقول أن لديه أمر هام..
والدتها: حسناً يا سارة دعيه يدخل ونادي إخوتك يسلموا على عمهما..
سارة:حسناً يا أماه..
ذهبت سارة إلى عمها ناصر وأدخلته ثم نادت إخوتها للسلام على عمهما والقيام بواجب الضيافة..
أتت أم صلاح وهي متلفعة بخمارها فسلمت على ناصر وحدثته من وراء الجدار ما بك يا ناصر تريدني لأمر هام ما هو يا ترى؟
أخذ ناصر يدافع عبراته ويمسك دموعه بأن لا تنهمر ثم قال
أخيتي أم صلاح لا أعلم ما أقوله لك؟
أم صلاح: خير إن شاء الله هل محمد بخير؟!
ناصر:آه محمد نرجو أنه بخير فقط دعواتك له بالعودة القريبة.
أم صلاح انقبض قلبها من كلماته أخي ناصر أسألك بالله هل محمد بخير ؟!
لم يحتمل ناصر سؤالها فأجهش بالبكاء وهو يضم أبناء محمد ثم قال أخيتي أم صلاح محمد فقد في عرض البحر..
أم صلاح وهي تدافع العبرة الحمد لله..إنا لله وإنا إليه راجعون..لا حول ولا قوة إلا بالله..أخذت تسترجع وتذكر الله ثم هتفت بتلك الكلمات
القوية الصابرة..
أخي ناصر:هذا إبتلاء من الله ينظر إلينا هل نصبر أم نجزع..نشكر أم نكفر ..كف عن البكاء وعليك بالدعاء وأن ترعى أبناء أخيك حتى يرجع..
ثم أستأذنت وذهبت إلى خدرها..أحس ناصر بقوتها وأنها أفضل منه..أخذ صلاح بيدي عمه ويقول لا تبكي لا ياعماه نحن بخير..
ناصر..وهو يمسح دموعه نعم نحن بخير ..
مرجانة ياعم هذا هو الماء هيا أشرب فإن رأك أبي سيغضب لأنك تبكي ونحن بخير..تجرع ناصر كلماتهم وتجرع ذلك الماء
الذي يشعر بمرارته فأبناء أخيه لا يزالون صغاراً فصلاح أبن الخمسة أعوام ومرجانة أبنة السبعة أعوام وسارة عشرة أعوام..
لم يعرفوا الحياة بعد ولا أحوالها المتقلبة..
خرج ناصر إلى منزله وقد وصى أم صلاح أنها إذا إحتاجت شيئا عليها أن تخبره..مرت الأيام ببطء ولا شيء جديد عن المفقودين..
ما زالت أم صلاح تصف أقدامها للملك العلام تدعوه بأن يرد محمد لها ولأبناءه وأحبابه..
أصبح الحمل عليها ثقيلاً لكنها تظل المرأة الصابرة..
أشرقت شمس ذلك اليوم..
بدأ أهل الجزيرة بالاستعداد في البحث عن المفقودين..نادى أبو سالم القبطان أيمن ومساعده هاني مع بعض الرجال الأفذاذ
حتى يبدؤا البحث عن إخوتهم بالجزر القريبة..جهز القبطان أيمن ومساعده هاني سفينتهم ومضوا في البحر وبدأت رحلة
البحث حتى أقبلوا على تلك الجزيرة ورست سفينتهم عليها نزل أحد الرجال ليستأذن أهلها بالدخول فأذنوا لهم وبدؤوا
في السؤال عن أصحابهم وأوصافاهم ..
مضى الوقت ولم يجدوا الجواب بعد..فإذا صائح يصيح من خلفهم..
أيها الإخوة ..انتظروا ..فتوقفوا جميعاً..
القبطان أيمن:ماذا بك يا أخي ما الذي تريده؟
الرجل وهو يلتقط أنفاسه:ياأخي أنا من البحارة وللتو وصلت لجزيرتنا فحدثوني إخوتي عنكم وأنكم تبحثون عن رجالكم فهلا وصفتم لي أوصافهم؟!
القبطان أيمن: الحمد لله على سلامتك يا أخي..نعم صحيح نبحث عن رجالنا وبدأ بوصفهم..
صمت الرجل قليلاً ثم قال أنني أعرف أحدهم ..الجميع ماذا تقول يا أخي أين هو؟!
طأطأ الرجل رأسه ثم قال نعم أننا قد وجدناه ونحن في رحلة الصيد كان يطفو على سطح البحر قلبناه لعله على قيد الحياة لكن...
القبطان أيمن لكن ماذا يا أخي؟!
الرجل:لكنه مفارق للحياة وقد أكلت ضواري البحر أحد أطرافه ثم نقلناه هنا وغسلناه وكفناه وصلينا عليه وهو الأن في تلك المقبرة..
خيم الحزن على الجميع وأسئلة تدور في أذهانهم كيف يخبروا أبو سالم بوفاة ابنه ..شكروا الرجل وسألوه عن البقية فأخبرهم بأنه لا يعرفهم..
رجعوا إلى سفينتهم..الصمت يبدو عليهم..يفكروا بأبو سالم وكذلك بإخوتهم اللذين لم يجدونهم..قرر القبطان أيمن أن يخبر أبو سالم ..
وصلوا إلى جزيرتهم فذهب القبطان أيمن إلى منزل أبو سالم..طرق الباب ولسان حاله يقول كيف أبدأ..أخذ يردد ذكر الله وأن يجبر مصابهم..
فتح أبو سالم الباب :أهلاً بك يا بني أيمن تفضل بالدخول..
القبطان أيمن:أهلاً بك ياعم أبو سالم..
بدأ أبو سالم سؤاله بلهفة :بشرني يا بني هل وجدتم أبنائنا هل من اخبار عنهم..
القبطان أيمن إن شاء الله أنهم بخير..
صمت قليلاً ثم بدأ قائلاً:إن كل من في هذه الدنيا مآله للفناء..
وإن أمانة هذه النفس لابد لها أن تعود إلى بارئها..
قاطعة أبو سالم نعم يا بني لا مفر لنا من الموت..
لكن أخبرني يابني من الذي أخذ الله أمانته؟!
صمت قليلاً القبطان أيمن ثم قام يقبل رأس أبو سالم وهو يقول:إنه سالم يا عمي..
أبو سالم: ابني سالم!!أخذ يصبر نفسه ..الحمد لله هذه أمانة الله وأخذها الحمد لله..أخذ القبطان أيمن يمسح دمعاته ثم هتف به أبو سالم قائلاً
يا بني لا تبكي على سالم..فهو الابن البار..الابن الذي لم يفارق قدماي هاتين منذ سنين ..لم يفارق صلاة الليل وصيام النهار..
فلا تحزن عليه يا بني ..لا تحزن فقد لقي ربه وأنا راض عنه ..أسأل الله أن يجمعني به بالجنان..
يا أيمن أخبر أمام المسجد ومن في طريقك أن الله أخذ أمانة سالم..وأنني صابر ولله الحمد
خرج أيمن وهو لا يعلم ما مصير باقي إخوته.أجتمع أهل الجزيرة في بيت أبو سالم لتأدية واجبهم..
بدأ اليأس يسري في نفوس أهل الجزيرة وأن المفقودين ليسوا على قيد الحياة كما أخذ الله أمانة سالم أخذ الله أمانة فيصل وطارق ومحمد..
وفي تلك الليلة بإحدى اليالي ..
هاهو طارق يفتح عينيه ..يقلبها في تلك الحجرة الصغيرة يسمع أنين بجانبه..ألتفت ببطء فإذا به صاحبه فيصل ابتسم أنه لا يزال حيا..
جاء خالد مسرعاً إلى طارق:طهور لا بأس إن شاء الله الحمد لله على سلامتك يا أخي..
طارق: من أنت وأين نحن؟!
خالد: أنا خالد وهذا صديقك بجانبك لقد وجدتكم على شاطئ البحر منذ أسابيع وأنتما الأن في جزيرة الفرسان..
بعد شفائكم بإذن الله سنحكي لبعضنا ..طارق بإذن الله ..
وبعد ساعات نهض فيصل وجاء إليه خالد وقال له مثلما قال لطارق..
استبشر فيصل وشكر خالد على صنيع فعله..
وبعد أيام حكى فيصل حكايتهما لخالد..
خالد:يا الله الآن لا نعرف أين إخوتكم لكن بإذن الله يكونوا بخير..
فيصل :بإذن الله يا أخي..أسأل الله أن يجمعنا بهم جميعاً..
طارق :أخي خالد هل لنا بالعودة لجزيرتنا جزيرة المرجان؟
خالد:بإذن الله يا طارق لكن عليكما أولاً أن تعملا لأجل أجرة ركوبكما على ظهر السفينة فأنتما تعلما أن جزيرة المرجان تبعد من هنا قرابة
الاسبوع من الأن ..غير أن تكاليف السفن باهض الثمن هذه الأيام..
سأساعدكما بقدر الإمكان ..
فيصل:لا بأس لا أخي سنعمل بإذن الله حتى نعود لجزيرتنا..
طارق :أسأل الله أن ييسر أمرنا ويجزاك يا أخي خالد خير الجزاء ..
خالد: لم أفعل شيء فهذا واجب يا إخوتي..
بدأت حياة العمل لفيصل وطارق بين صناعة السيوف لفرسان الجزيرة وتارة اخرى لتسريجها..وهكذا قد يحصلا على قدر لا بأس به من المال..
وفي ذلك المكان بدأت الحياة تسري ..
في ذلك الجسد..نعم إنه جسد محمد المسجى على ذلك السرير..
والذي كان عليه قرابة الشهرين..بدأ يحرك يده..ويفتح عينيه تارة ويغلقها أخرى..
مع أنين النفس يصحبه..كأنه في حلم يريد أن يستيقظ منه..
ظل على هذه الحالة ساعات حتى
جاء إليه ذلك الرجل.. الطويل القامة..العريض المنكبين..شعره مجعد ومهلهل..وعينيه جاحظه..
ما إن رأه محمد حتى أوجس الخوف..حدثه الرجل هل استيقظت؟
لكن محمد لم يفهم حديثة فاللغة فيما بينهما تختلف..ازداد الأمر سوء..
ضجر الرجل فسحبه من السرير قائلاً..
هيا انهض هذا طعامك وقدم له الطعام..
فهم محمد ما يريده الرجل نظر إليه والخوف يملأ قلبه..
فأخذ محمد يأكل رغم عنه..
أتى رجل أخر أكثر ضخامة من صاحبه فنادى صديقة قائلاً..
ساسو هل الرجل تحسن؟
ساسو:نعم يا غام إنه نهض..
غام:حسناً دعه يرتاح حتى غداً ثم ندربه على العمل فنحن بحاجة إلى من يساعدنا..
ساسو:حسناً يا غام ..التفت ساسو إلى محمد قائلاً أنا ساسو وأنت ما اسمك؟!
نظر إليه محمد وفهم أنه يعرفه باسمه استنتج ذلك من حديثه مع غام بأن اسمه ساسو.
قال محمد أنا محمد..نظر ساسو وعلم أنه لا يتحدث مثله..صمت قليلاً وأشار إليه أن ارتاح..
شعر محمد بالإطمئنان ثم نهض يتوضأ ويصلي..وبعد ان فرغ من صلاته ذهب إلى النوم..وأي ليلة مآل صبحها إلى عمل في بلد غريبة..
وفي الصباح استيقظ محمد على صوت عالي يناديه ويهزه إنه غام هيا انهض لتبدأ معنا بالعمل..
نهض محمد مفزوعاً:نعم ماذا تريد؟هل أصابكم شيئاً؟!
غام:ماهذا ياساسو لم لم تخبرني إنه لا يعرف حديثنا؟
ساسو:لقد نسيت يا غام لكن رفقاً عليه..غام حسناً سنرفق عليه
حتى يعمل معنا..
أخذ ساسو بيد محمد ثم قرب إليه الماء أن أغسل وجهك..
أخذ محمد الماء وغسل وجهه ثم توضأ..
اندهش ساسو من فعله قائلاً:ماهذا يارجل أريدك أن تغسل وجهك ليس بهذا الفعل؟
لم يجيبه محمد لأنه لا يفهم ما يريد واتجهه لتلك الزاوية لأداء صلاة الفجر..
كان ساسو
واقفاً على رأسه ويبدو عليه الغضب هيا يا رجل نريد أن نعمل قبل أن تشرق الشمس..انتهى من صلاته
وقلبه يعتصر ألماً كيف أعيش مع هؤلاء اللذين لا يعرفون الصلاة..
زمجر عليهما غام هيا
ياساسو خذ الرجل لنذهب إلى الحقل..
أخذ ساسو الفأس وناولها محمد واتجها إلى الحقل..وبعد أن وصلا
أشار إليه ساسو أن أعمل..
بدأ محمد عمله في قوله بسم الله توكلت على الله..ظل يعمل حتى وقت صلاة الظهر ثم توقف فتناول الماء وتوضأ
فصلى صلاته..
أما ساسو فمنذ وصوله للحقل فهو تحت تلك الشجرة ينظر إلى محمد بدهشة من فعله..ويقول في نفسه ماهذا الفعل رجل الغريب..
جاء إليهما غام ومعه الغداء فتناوله مع ساسو ومحمد لا زال يعمل وبعد فراغهما من الطعام قربوه لمحمد..نظر إليهما وبدأ يأكل
ما تبقى منه..بدأت حياته البائسة..
مرت الأ يام فالأسابيع والأشهر ومحمد لازال على حالته مابين المنزل إلى الحقل ثم بدأ يذهب للسوق لبيع المحصول الزراعي
من نتاج الحقل وهكذا..
لا يعود للمنزل إلا في منتصف الليل..يصف أقدامه لرب الأنام ثم يخلد للنوم سويعات قليله فقط..
وبدأ يتعلم شيئاً من لغتهم من خلال حديثهم وممارسته لهم..حتى يستطيع أن يتعامل معهم
وفي ذلك اليوم وأثناء عودته إلى المنزل وجد في طريقة نقود أخذها إلى ساسو وغام..حدقا به..
ثم قال له غام:ماهذا يا محمد أتسرق؟!
صمت محمد فلا زال بعض حديثهم لا يفهه..
أخذ غام يضربه ضرباً مبرحاً حتى سالت دمائه على وجهه ومن جسده..نظر غام إلى ساسو قائلاً:هيا اذهب به إلى فازو صاحب النقود..
ألم يعلم محمد أن كل شخص في هذه الجزيرة له نقوده الخاصة من الرسوم الموجودة على نقودة..حقاً أنه سارق
هيا ياساسو اذهب به لا أريد ان أراه..
ذهب ساسو إلى فازو ومعه محمد يجره جراً فهو لا يستطيع أن يمشي من التعب الذي يجده..طرق ساسو الباب على فازو..
فتح فازو:أهلاً ساسو تفضل..
ساسو لا شكراً فقط أريد أن أخبرك هذا الرجل يعمل لدينا وقد وجدناه قد سرق نقودك..
فهذه النقود رددناه لك وهذا الرجل أفعل به ما شئت..
فازو يحدق النظر بمحمد ثم قال :هيا ياساسو سنجعل أمره عند القاضي ناجو..
ذهبا به إلى القاضي ناجو فحكم عليه..
فحكم عليه بالسجن حتى يعترف..
نظر القاضي ناجو إلى الجنود وأشار إليهم أن خذوه..
صاح بهم محمد دعوني أنني لم أفعل شيئاً ..لكن لا مجيب فلا يفهم ولا يفهمونه..
أدخل محمد السجن وبدأت حياته هناك..فهاهو محمد بين القضبان وحيداً أسيراً قد كبلت يداه ورجلاه بسلاسل من حديد..يقدم له الطعام بارداً أما الماء فهو حار جداً وربما قد صب عليه مراراً ليعترف..
يحاول أن يأكله أن يتجرعه ليسد به هذا الجوع..
قد كان بين فترة وأخرى يذهب به إلى القاضي ناجو فينظر إليه بشزر..
هاه أيها الرجل الغريب اعترف لنا من أين لك تلك النقود وكيف وصلت إليك؟!
هيا اعترف ولك أكثر من تلك النقود بكثيير..
يحاول محمد أن يفهم ما قاله لكن لا يفهم..ازداد غضب القاضي ناجو..يلتفت إلى جنوده هيا اسحبوه إلى سجنه..
صبوا عليه من العذاب صبا حتى يجيب علينا ..يعود محمد إلى زنزانته من جديد ويضرب حتى تسيل دمائه..تقرض أظافره بالمقاريض..يصرخ بهم لعلهم يجيبوا عليه..فيرحموه لكن قلوب قاسية فلاجدوى منها..
هاهو الشتاء قد أقبل إزداد العذاب..يصب عليه الماء البارد..
يترك بلا طعام أيام..يذهب به إلى إحدى البساتين ليجر الحديد ويقوم بالحرث بدلاً عن البقر_أجلكم الله_
يتجرع الألم والعذاب كل يوم..ويردد في نفسه
هذا عذابي فأنا الغريب***أرجو من الله فرج قريبإزداد الأمر سوء..جاء إليه هذه المرة القاضي ناجو وهو في زنزانته..نظر إليه وأشار لجنوده أن علقوه وصبوا عليه العذاب..رجل لا نريد له الحياة..صرخ بهم محمد:مابكم؟! أنا لم أفعل شيئاً..
لم يصغوا لحديثه..قد علق في السقف ويسقى بأنواع العذاب..مابين ضرب وجلد إلى سقيه بالماء مالح..أخذ محمد يتلو الأيات ويدعو رب البريات بأن يكشف ما به..
مرت السنوات وهو في تعذيب دائم حتى قرر القاضي ناجو
أن يعدم..وأن لا يبقى على وجه هذه الأرض..
علم محمد بذلك وماذا يفعل أسير في بلاد غريبة..وحيد يتجرع مرارة العذاب لكنه لم يفارق صلواته ودعواته..يشكو حاله للرحيم فهو أعلم به سبحانه..
وفي إحدى الأيام أتو الجنود وسحبوه إلى القاضي ناجو..فعلم محمد أنه مفارق للحياة..نظر إليه القاضي ناجو وابتسامة المغضب تعلو محياة..هاه يا محمد هل تخبرنا أو ماذا؟!
محمد:أيها القاضي لم أفعل شيئاً صدقني..
القاضي ناجو:خذوه إلى تلك الساحة الجميلة فهي تستحقه ويستحقها..
فقد اتعبني بجبروته وعدم اعترافه..
أخذ الجنود يسحبونه إلى ساحتهم المعروفه..نظر محمد حوله فإذا هي جثث ملقاة على الأرض..علم إنه بتلك الجزيرة..إنها جزيرة الجثث التي كان يسمع عنها في جزيرته..
هاهو الأن لا يسمع عنها بل يمشي عليها ليكون مصيره مصير أي غريب قد دخلها..
رفع محمد إلى المشنقه..وضعوا الحبل حول عنقه..
فإذا بصائح يصيح أطلقوه..أيها القاضي ناجو أطلقوه..
نظر إليه القاضي ناجو من؟!!فازو ماذا تريد؟
فازو:أطلقوا محمد لقد علمت بأنه ليس سارق..
القاضي ناجو:ماذا!!ماذا تقول يا فازو؟!
فازو:نعم لقد علمت أن النقود قد سقطت من أحد أبنائي وظننت أنه قد سرقها محمد..فأنا الأن اعفو عنه..
القاضي ناجو:حسناً يافازو لأول مرة في جزيرتنا نطلق رجل قد حكمنا عليه لكن سنطلقه..
هيا اطلقوه..فإذا بالجنود قد أنزلوا محمد ويذهبوا عنه..ينظر إليهم باستغراب ونفسه تقول ما العذاب الذي سأصلى به الأن..جاء إليه القاضي ناجو قائلاً:
هيا يا محمد اذهب أنت حر طليق الأن أشار إليه بالوداع ثم ذهب..
لم يتمالك محمد نفسه خرج مسرعاً من هذه الساحة وذهب بعيداً والدموع تنهمر على وجنتيه..سجد لله شكراً أن أنجاه من هذه المحنة..
هاهي حياته تبدأ من جديد ..لا يعلم أين يذهب..
نام تلك الليلة في إحدى الحقول وفي الصباح...
بدأ يبحث عن عمل هنا وهناك حتى وصل إلى شاطئ البحر
لعله أن يجد من يساعده ليكسب نقودة وتبدأ حياته السعيدة..
وأخيراً وجد ذلك العمل عند أحد البحارة يقوم بترميم بعض السفن له..
بدأ يعمل ويجهد..وعند انتهائه من عمله يجلس على الشاطئ..يبث الهموم للبحر
أيا بحر خذ الهم مني..واجعله في قعرك مدفوناويرسل أشواقه مع تلك الطيور لأبنائه ولزوجته..لأحبابه في جزيرة المرجان..
ياطيور الشوق رفرفي..وابعثي سلام لأحبابي
كل يوم على هذا الحال ..يخاطب البحر وكأنه يسمعه..ويرسل أشواقه إلى تلك الديار..
وفي ذلك اليوم وبينما كان على ظهر إحدى السفن..تجمع البحارة عند الشاطئ..نظر إليهم محمد مستغرباً..
ما بهم ياترى؟!لأول مرة يخرجوا جميعاً..غريب..
صاح به جو:هيا يا محمد تعال إلى هنا..سفينة تجارية قادمة نحونا..أريدك أن تحمل البضاعة التي سأشتريها منهم..
محمد:حسناً أنني قادم..
هاهي السفينة ترسو على الشاطئ..مستقبلينهم البحارة بكل حفاوة وتكريم..نزل القبطان وتحدث معهم ثم هتف بأصحابة هيا
أنزلوا تجارتنا..محمد قد شخص بصرة..وأغرورقت عيناه حدق بهم إنهم يتحدثون كما اتحدث..لغتي التي كدت أن انساها..
صمت محمد فقد خشي أن يعذب مرة اخرى إن علموا به..
جو:هيا يا محمد احمل هذه البضاعة وضعها في المتجر..
محمد:حسناً حسناً سأفعل حالاً..
مر ذلك اليوم وهو شارد الذهن..وفي تلك الليلة بات محمد سهرنا مابين صلاة ودعاء..وبعد أن انتهى أخذ يفكر ماذا سأفعل؟!
فتلك السفينة ستبحر فجر غداً بإذن الله..أهاه نعم سأفعلها..توكلت عليك ياربي..
إلهِيْ تسْمع الشّكْوىْ..وترْفع عنّيْ الْبلْوىْ
هاهو الفجر قد أقبل..ودع القبطان أهل هذه الجزيرة..
ابحرت السفينة لتشق الأمواج الهادئة نوعا ما..
وهاهو محمد بين الأمتعة فقد ركب خفية على ظهرها..خائف ما المصير الذي ينتظره فهو بين الأمواج التي التقمته في يوم ما..
وبين رجال يعرف حديثهم لكن طبائعهم مبهمة..وبينما على هذه الحالة من التفكير ورعب يسكن قلبه..غلبته عيناه وغط بنوم عميق..
القبطانزياد:أخي عبد الله هلا احضرت إلي المصباح بعد ساعات سيقبل الليل ستجده بين في المتاع..
عبد الله:حسناً يازياد..ذهب عبدالله إلى مكان الأمتعة ..سمع صوت غريب ..بدأ الخوف يظهر على عينيه..
أتى مسرعاً يلتقط أنفاسه أخي زياد سمعت صوت غريب عند متاعنا..
القبطان زياد:ماذا؟!!هيا عبد الله تعال لنعرف ماهو فلربما إحدى القوراض تريد ان تأكل من طعامنا..
عبد الله ربما هيا بنا..اقبلا القبطان زياد وعبد الله إلى المتاع تتبعا الصوت..إنه هنا..
رفعوا ذلك الغطاء التفت زياد إلى عبد الله ما هذا؟!!رجل نائم..
عبدالله :أليس هذا الرجل كان في تلك الجزيرة كيف وصل إلى هنا؟!!
القبطان زياد:نعم إنه يعمل عند البحارة جو..ربما أراد منا شيئاً ليلة البارحة فغلبته عيناه..
عبد الله :حسناً ماذا سنفعل؟!
القبطان زياد:انتظر شاهد ما افعله..القبطان زياد يتحدث مع محمد بلغة جزيرة الجثث..
أيها الرجل هيا استيقظ..اسيقظ محمد مفزوعاً:بسم الله هاه ماذا؟!مالذي يجري هنا؟!!
القبطان زياد يحدق بمحمد تارة وتارة أخرى إلى عبد الله ثم قال:إنه يتحدث مثلنا يا عبد الله..
أيها الرجل ما بك؟!وما الذي جعلك تركب معنا؟!
محمد:أسألكم بالله يا إخوتي لا تعيدونني إلى تلك الجزيرة..أطلبكم الأمان!!
القبطان زياد:حسناً عليك الأمان لكن ما هي حكايتك؟!
بدأ محمد يروي لهما الحكاية منذ ان غرقت سفينتهم..القبطان زياد وعبد الله ينظرا إليه بنظرات الدهشة..والرحمة ..والشفقة..حتى انتهى من حديثه..
القبطان زياد:آه يا أخي محمدكأن قصتك حلم من هذه الأحلام المرعبة..لكن لا عليك يا أخي أنت بأمان بإذن الله ولن أعيدك ولن نعود إلى تلك الجزيرة..
عبد الله وتجارتنا يا قبطان؟
القبطان زياد:لن تضيع بإذن الله ولن تتوقف على هذه الجزيرة فرزقنا لا يأخذه غيرنا..هيا يا محمد ارتاح فقد انتصف الليل..وعند اقترابنا سنخبرك..
محمد ألف شكر لكما يا إخوتي أسأل الله ان لا يحرمكما الأجر..
نام محمد مطمئن وقرير العين..فهو لم يذق طعم للراحة منذ سنوات..
وصلوا لجزيرتهم..هاهو محمديجر خطاه نحو المسجد يصلي به حتى أذان الظهر..رفع صوت الأذان ونفس محمد تعلو فمنذ سنوات لم يسمع صوت الحق..
بدأت وفود الناس تأتي من كل حدب وصوب..وبعد أن قضيت هذه الشعيرة أتكأ محمد على إحدى سوراي المسجد..ينظر إلى تلك الوجوة التي يشع منها الإيمان والنور..
ونفسه في راحة وإطمئنان ..نظر إلى أحدهم..أطال النظر به بتمعن..نهض إليه يجر خطاه ولسانه يردد إنه هو..أنه هو..إنه أخي طارق..نعم وهذا أخي فيصل..
جاء إليهما ووقف أمامهما..بدأ بسؤالهما
ودموعة تنهمر...أ..أ..أنتما طارق وفيصل؟!!
طارق وفيصل ينظرا إليه بإستغراب..نعم يا عم..هل من خدمة؟
جثى محمد على ركبتيه أخذ يضمهما ويقبلهما ولسانه يردد الحمد لله ..الحمد لله..
فيصل :ما بك يا عمي هل تعرفنا؟!
محمد:نعم وهل ينسى الأخ أخاه؟!أنا..أنا محمد أبو صلاح..
طارق: ماذا أنت محمد لا أصدق؟!ماذا حل بك يا أخي؟!
لم رأسك قد لاح عليه الشيب وأنت لم تبلغ الأربعين بعد؟!
محمد:إنها لقصة طويلة يا أخي فأجهش بالبكاء وأجهشا معه..
لم يصدقوا الخبر وأنهم قد اجتمعوا من جديد..
فيصل:هيا يا محمد لنذهب إلى المنزل ونتحدث هناك..
فمحمد لا يزال يبكي..يخرج ما بنفسه من هموم ولوعة قد كتمها منذ سنوات..
أخذ طارق بيد محمد وذهبوا إلى المنزل..
طارق:هيا يا محمد كف عن البكاء..
فيصل:نعم يا محمد نحن بجانبك الأن تحدث فنحن نسمعك..
محمد:نعم الحمد لله والشكر له..مسح دموعة بيده التي ترتجف من فرحة اللقاء..بدأ يحكي حكايته..كيف عاش هذه السنوات في تلك الجزيرة..
وكيف ذاق مرارة العيش وتجرع صنوف العذاب..
صمت محمد قليلاً ثم قال:وها أنا ذا بين ظهرانيكما لا أعلم هل هي حقيقة أم خيال وساستيقظ منه بعد قليل على صوت العذاب..
فيصل: لا يا محمد أنت بين إخوتك الذين يحبونك وما هما أقل منك غربة..
طارق:نعم يا محمد نحن هنا منذ أن غرقت سفينتنا..أخذنا نعمل ونجتهد في هذه الجزيرة ما بين صناعة للسيوف إلى تسريج الخيول..
ونهاية مطافنا أحدنا يعمل في المتجر والأخر يحمل البضائع كل هذا من أجل مال يوصلنا إلى جزيرتنا..
محمد:أتعني أن تكاليف العودة باهضة الثمن..
فيصل نعم يا محمد..نحن قد جمعنا في سنواتنا الأولى مالاً
ثم اجتاح مرض الحمى هذه الجزيرة ..
قد نجا منها من نجا وقد فارق الحياة بسببها ..فاضطررنا أن ندفع المال لأجل الدواء مما أخر عودتنا لجزيرتنا..
قد جمعنا الأن مالاً وبقي القليل ..
محمد:إذاً سأعمل في الغد من أجل العودة..
فيصل:بإذن الله يا أخي سنذهب غداً للبحث عن عمل يناسبك..
في تلك الليلة لم ينم محمد..أخذ يفكر بأبنائه كيف اصبحوا الآن
وبأحبابه هناك في جزيرة المرجان..
هل سيعود لهم أم سيظل يعمل سنوات أخرى حتى يجمع أجرة السفينة..يقطع هذه الأفكار صوت فيصل يناديه محمد ما تزال مستيقظ حتى الأن؟!
محمد:نعم يا فيصل فقد جافني النوم..
فيصل:يجب أن تنام يا أخي لترتاح من عنائك وأبشر يا محمد فيومك الجديد
يحمل الخير بإذن الله..
محمد:بإذن الله يا فيصل جزاك الله خيراً سأحاول أن أنام..
فيصل:حسناً يا محمد..
بدأ محمد يذكر أذكاره حتى غط في نومه..
هاهو بصوت الحق يصدح..الصلاة خير من النوم ..يعلن فيه دخول وقت صلاة الفجر..استيقضوا جميعاً وذهبوا إلى المسجد وبعد أدائها
التفت طارق إلى فيصل ومحمد ..هيا للعمل..هيا يا أحباب..
فيصل:حسناً يا طارق سيكون معي محمد لنبحث عن عمل له
وأنت اذهب لعملك في المتجر..
طارق:حسناً يا إخوتي أراكما على خير بإذن الله..
فيصل ومحمد: بحفظ الله يا طارق..
فيصل: هيا يا محمد أين تريد أن نبحث لك عن عمل ..أقصد ما هي المهنة التي تجد نفسك ترتاح فيها وتتقنها؟!
محمد:ربما ترميم السفن فقد عملت بها كثيراً في تلك الجزيرة وتعلمت فنونها ومهاراتها حتى اتقنتها..
فيصل:حسناً يا محمد على بركة الله..
ذهبا إلى الشاطئ فوجد محمد العمل الذي يريده ..وبدأ ت حياته العمليه..ودع فيصل محمد ليذهب هو الأخر لحمل البضائع..
مرت الأيام و السعادة تغمرهم مابين الحماس والاجتهاد في العمل حتى يتمكنوا من العودة لأرض الوطن..
في كل ليلة يجتمعوا في المنزل ليتحدثوا عن يومهم وعملهم ثم يخلدوا إلى النوم..
قد عاد محمد كما كان بحيويته ونشاطه المعتاد بعد سنين أرهقته الغربه..وفي يوم من الأيام وبينما كان يعمل على الشاطئ
رأه القبطان زياد..هتف له أهلاً بك يا محمد ما الذي تفعله هنا؟!
محمد:أنني أعمل بترميم السفن لأجل أن أجمع أجرة السفينة للعودة لجزيرتي..
القبطان زياد:ماذا؟! لمَ لم تخبرني بهذا ؟! ألم أوصك بأني أخيك هنا إذا احتجت شيئاً يجب إخباري؟!
محمد: نعم يا أخي لكن لا أريد أن أثقل عليك..
لقد ساعدتني بوصولي إلى أرض الأمان هنا..ولقد وجدت فيها
خير أصحابي ممن غرقوا معي في البحر..قد نجوا هنا وأنا ابتعدت إلى تلك الجزيرة..الآن نحن جميعاً نعمل لأجل العودة..
القبطان زياد:حسناً يا محمد سفينتي هناك هل تراها؟!
محمد نعم أراها..
القبطان زياد:إذاً أريدك أن تأتيني في الغد أنت وأصحابك ..
محمد: حسناً بإذن الله..عاد محمد لأصحابه وأخبرهما بحديثه مع القبطان زياد..
فيصل:حسناً يا محمد غداً سنذهب إليه بإذن الله وننظر ماذا يريد..
وفي صباح اليوم التالي..
لعله أن يجد من يساعده ليكسب نقودة وتبدأ حياته السعيدة..
وأخيراً وجد ذلك العمل عند أحد البحارة يقوم بترميم بعض السفن له..
بدأ يعمل ويجهد..وعند انتهائه من عمله يجلس على الشاطئ..يبث الهموم للبحر
أيا بحر خذ الهم مني..واجعله في قعرك مدفوناويرسل أشواقه مع تلك الطيور لأبنائه ولزوجته..لأحبابه في جزيرة المرجان..
ياطيور الشوق رفرفي..وابعثي سلام لأحبابي
كل يوم على هذا الحال ..يخاطب البحر وكأنه يسمعه..ويرسل أشواقه إلى تلك الديار..
وفي ذلك اليوم وبينما كان على ظهر إحدى السفن..تجمع البحارة عند الشاطئ..نظر إليهم محمد مستغرباً..
ما بهم ياترى؟!لأول مرة يخرجوا جميعاً..غريب..
صاح به جو:هيا يا محمد تعال إلى هنا..سفينة تجارية قادمة نحونا..أريدك أن تحمل البضاعة التي سأشتريها منهم..
محمد:حسناً أنني قادم..
هاهي السفينة ترسو على الشاطئ..مستقبلينهم البحارة بكل حفاوة وتكريم..نزل القبطان وتحدث معهم ثم هتف بأصحابة هيا
أنزلوا تجارتنا..محمد قد شخص بصرة..وأغرورقت عيناه حدق بهم إنهم يتحدثون كما اتحدث..لغتي التي كدت أن انساها..
صمت محمد فقد خشي أن يعذب مرة اخرى إن علموا به..
جو:هيا يا محمد احمل هذه البضاعة وضعها في المتجر..
محمد:حسناً حسناً سأفعل حالاً..
مر ذلك اليوم وهو شارد الذهن..وفي تلك الليلة بات محمد سهرنا مابين صلاة ودعاء..وبعد أن انتهى أخذ يفكر ماذا سأفعل؟!
فتلك السفينة ستبحر فجر غداً بإذن الله..أهاه نعم سأفعلها..توكلت عليك ياربي..
إلهِيْ تسْمع الشّكْوىْ..وترْفع عنّيْ الْبلْوىْ
هاهو الفجر قد أقبل..ودع القبطان أهل هذه الجزيرة..
ابحرت السفينة لتشق الأمواج الهادئة نوعا ما..
وهاهو محمد بين الأمتعة فقد ركب خفية على ظهرها..خائف ما المصير الذي ينتظره فهو بين الأمواج التي التقمته في يوم ما..
وبين رجال يعرف حديثهم لكن طبائعهم مبهمة..وبينما على هذه الحالة من التفكير ورعب يسكن قلبه..غلبته عيناه وغط بنوم عميق..
القبطانزياد:أخي عبد الله هلا احضرت إلي المصباح بعد ساعات سيقبل الليل ستجده بين في المتاع..
عبد الله:حسناً يازياد..ذهب عبدالله إلى مكان الأمتعة ..سمع صوت غريب ..بدأ الخوف يظهر على عينيه..
أتى مسرعاً يلتقط أنفاسه أخي زياد سمعت صوت غريب عند متاعنا..
القبطان زياد:ماذا؟!!هيا عبد الله تعال لنعرف ماهو فلربما إحدى القوراض تريد ان تأكل من طعامنا..
عبد الله ربما هيا بنا..اقبلا القبطان زياد وعبد الله إلى المتاع تتبعا الصوت..إنه هنا..
رفعوا ذلك الغطاء التفت زياد إلى عبد الله ما هذا؟!!رجل نائم..
عبدالله :أليس هذا الرجل كان في تلك الجزيرة كيف وصل إلى هنا؟!!
القبطان زياد:نعم إنه يعمل عند البحارة جو..ربما أراد منا شيئاً ليلة البارحة فغلبته عيناه..
عبد الله :حسناً ماذا سنفعل؟!
القبطان زياد:انتظر شاهد ما افعله..القبطان زياد يتحدث مع محمد بلغة جزيرة الجثث..
أيها الرجل هيا استيقظ..اسيقظ محمد مفزوعاً:بسم الله هاه ماذا؟!مالذي يجري هنا؟!!
القبطان زياد يحدق بمحمد تارة وتارة أخرى إلى عبد الله ثم قال:إنه يتحدث مثلنا يا عبد الله..
أيها الرجل ما بك؟!وما الذي جعلك تركب معنا؟!
محمد:أسألكم بالله يا إخوتي لا تعيدونني إلى تلك الجزيرة..أطلبكم الأمان!!
القبطان زياد:حسناً عليك الأمان لكن ما هي حكايتك؟!
بدأ محمد يروي لهما الحكاية منذ ان غرقت سفينتهم..القبطان زياد وعبد الله ينظرا إليه بنظرات الدهشة..والرحمة ..والشفقة..حتى انتهى من حديثه..
القبطان زياد:آه يا أخي محمدكأن قصتك حلم من هذه الأحلام المرعبة..لكن لا عليك يا أخي أنت بأمان بإذن الله ولن أعيدك ولن نعود إلى تلك الجزيرة..
عبد الله وتجارتنا يا قبطان؟
القبطان زياد:لن تضيع بإذن الله ولن تتوقف على هذه الجزيرة فرزقنا لا يأخذه غيرنا..هيا يا محمد ارتاح فقد انتصف الليل..وعند اقترابنا سنخبرك..
محمد ألف شكر لكما يا إخوتي أسأل الله ان لا يحرمكما الأجر..
نام محمد مطمئن وقرير العين..فهو لم يذق طعم للراحة منذ سنوات..
وصلوا لجزيرتهم..هاهو محمديجر خطاه نحو المسجد يصلي به حتى أذان الظهر..رفع صوت الأذان ونفس محمد تعلو فمنذ سنوات لم يسمع صوت الحق..
بدأت وفود الناس تأتي من كل حدب وصوب..وبعد أن قضيت هذه الشعيرة أتكأ محمد على إحدى سوراي المسجد..ينظر إلى تلك الوجوة التي يشع منها الإيمان والنور..
ونفسه في راحة وإطمئنان ..نظر إلى أحدهم..أطال النظر به بتمعن..نهض إليه يجر خطاه ولسانه يردد إنه هو..أنه هو..إنه أخي طارق..نعم وهذا أخي فيصل..
جاء إليهما ووقف أمامهما..بدأ بسؤالهما
ودموعة تنهمر...أ..أ..أنتما طارق وفيصل؟!!
طارق وفيصل ينظرا إليه بإستغراب..نعم يا عم..هل من خدمة؟
جثى محمد على ركبتيه أخذ يضمهما ويقبلهما ولسانه يردد الحمد لله ..الحمد لله..
فيصل :ما بك يا عمي هل تعرفنا؟!
محمد:نعم وهل ينسى الأخ أخاه؟!أنا..أنا محمد أبو صلاح..
طارق: ماذا أنت محمد لا أصدق؟!ماذا حل بك يا أخي؟!
لم رأسك قد لاح عليه الشيب وأنت لم تبلغ الأربعين بعد؟!
محمد:إنها لقصة طويلة يا أخي فأجهش بالبكاء وأجهشا معه..
لم يصدقوا الخبر وأنهم قد اجتمعوا من جديد..
فيصل:هيا يا محمد لنذهب إلى المنزل ونتحدث هناك..
فمحمد لا يزال يبكي..يخرج ما بنفسه من هموم ولوعة قد كتمها منذ سنوات..
أخذ طارق بيد محمد وذهبوا إلى المنزل..
طارق:هيا يا محمد كف عن البكاء..
فيصل:نعم يا محمد نحن بجانبك الأن تحدث فنحن نسمعك..
محمد:نعم الحمد لله والشكر له..مسح دموعة بيده التي ترتجف من فرحة اللقاء..بدأ يحكي حكايته..كيف عاش هذه السنوات في تلك الجزيرة..
وكيف ذاق مرارة العيش وتجرع صنوف العذاب..
صمت محمد قليلاً ثم قال:وها أنا ذا بين ظهرانيكما لا أعلم هل هي حقيقة أم خيال وساستيقظ منه بعد قليل على صوت العذاب..
فيصل: لا يا محمد أنت بين إخوتك الذين يحبونك وما هما أقل منك غربة..
طارق:نعم يا محمد نحن هنا منذ أن غرقت سفينتنا..أخذنا نعمل ونجتهد في هذه الجزيرة ما بين صناعة للسيوف إلى تسريج الخيول..
ونهاية مطافنا أحدنا يعمل في المتجر والأخر يحمل البضائع كل هذا من أجل مال يوصلنا إلى جزيرتنا..
محمد:أتعني أن تكاليف العودة باهضة الثمن..
فيصل نعم يا محمد..نحن قد جمعنا في سنواتنا الأولى مالاً
ثم اجتاح مرض الحمى هذه الجزيرة ..
قد نجا منها من نجا وقد فارق الحياة بسببها ..فاضطررنا أن ندفع المال لأجل الدواء مما أخر عودتنا لجزيرتنا..
قد جمعنا الأن مالاً وبقي القليل ..
محمد:إذاً سأعمل في الغد من أجل العودة..
فيصل:بإذن الله يا أخي سنذهب غداً للبحث عن عمل يناسبك..
في تلك الليلة لم ينم محمد..أخذ يفكر بأبنائه كيف اصبحوا الآن
وبأحبابه هناك في جزيرة المرجان..
هل سيعود لهم أم سيظل يعمل سنوات أخرى حتى يجمع أجرة السفينة..يقطع هذه الأفكار صوت فيصل يناديه محمد ما تزال مستيقظ حتى الأن؟!
محمد:نعم يا فيصل فقد جافني النوم..
فيصل:يجب أن تنام يا أخي لترتاح من عنائك وأبشر يا محمد فيومك الجديد
يحمل الخير بإذن الله..
محمد:بإذن الله يا فيصل جزاك الله خيراً سأحاول أن أنام..
فيصل:حسناً يا محمد..
بدأ محمد يذكر أذكاره حتى غط في نومه..
هاهو بصوت الحق يصدح..الصلاة خير من النوم ..يعلن فيه دخول وقت صلاة الفجر..استيقضوا جميعاً وذهبوا إلى المسجد وبعد أدائها
التفت طارق إلى فيصل ومحمد ..هيا للعمل..هيا يا أحباب..
فيصل:حسناً يا طارق سيكون معي محمد لنبحث عن عمل له
وأنت اذهب لعملك في المتجر..
طارق:حسناً يا إخوتي أراكما على خير بإذن الله..
فيصل ومحمد: بحفظ الله يا طارق..
فيصل: هيا يا محمد أين تريد أن نبحث لك عن عمل ..أقصد ما هي المهنة التي تجد نفسك ترتاح فيها وتتقنها؟!
محمد:ربما ترميم السفن فقد عملت بها كثيراً في تلك الجزيرة وتعلمت فنونها ومهاراتها حتى اتقنتها..
فيصل:حسناً يا محمد على بركة الله..
ذهبا إلى الشاطئ فوجد محمد العمل الذي يريده ..وبدأ ت حياته العمليه..ودع فيصل محمد ليذهب هو الأخر لحمل البضائع..
مرت الأيام و السعادة تغمرهم مابين الحماس والاجتهاد في العمل حتى يتمكنوا من العودة لأرض الوطن..
في كل ليلة يجتمعوا في المنزل ليتحدثوا عن يومهم وعملهم ثم يخلدوا إلى النوم..
قد عاد محمد كما كان بحيويته ونشاطه المعتاد بعد سنين أرهقته الغربه..وفي يوم من الأيام وبينما كان يعمل على الشاطئ
رأه القبطان زياد..هتف له أهلاً بك يا محمد ما الذي تفعله هنا؟!
محمد:أنني أعمل بترميم السفن لأجل أن أجمع أجرة السفينة للعودة لجزيرتي..
القبطان زياد:ماذا؟! لمَ لم تخبرني بهذا ؟! ألم أوصك بأني أخيك هنا إذا احتجت شيئاً يجب إخباري؟!
محمد: نعم يا أخي لكن لا أريد أن أثقل عليك..
لقد ساعدتني بوصولي إلى أرض الأمان هنا..ولقد وجدت فيها
خير أصحابي ممن غرقوا معي في البحر..قد نجوا هنا وأنا ابتعدت إلى تلك الجزيرة..الآن نحن جميعاً نعمل لأجل العودة..
القبطان زياد:حسناً يا محمد سفينتي هناك هل تراها؟!
محمد نعم أراها..
القبطان زياد:إذاً أريدك أن تأتيني في الغد أنت وأصحابك ..
محمد: حسناً بإذن الله..عاد محمد لأصحابه وأخبرهما بحديثه مع القبطان زياد..
فيصل:حسناً يا محمد غداً سنذهب إليه بإذن الله وننظر ماذا يريد..
وفي صباح اليوم التالي..
ذهبوا إلى القبطان زياد بعدما أخذوا الإذن من رؤسائهم..
فيصل:السلام عليكم أيها القبطان..
القبطان زياد:وعليكم السلام ورحمة الله أهلاً بكم..
طارق:أخبرنا محمد بأنك تريد مقابلتنا ..هل من خدمة نقدمها لك؟!
القبطان زياد:نعم يا إخوتي تعالوا إلى هنا اجلسوا لنتحدث..
فقام القبطان زياد بواجب الضيافة
ثم تحدث قائلاً:أنا يا إخوتي أحتاج إلى خبراتكم..
وليس عندي وممن يعمل معي الخبرة الكافية
فما رأيكم؟!
محمد:هل تريدنا أن نعمل معك؟!
القبطان زياد:نعم يا محمد ولكم أجرة عالية..فكروا جيداً بالأمر..
فيصل حسناً أيها القبطان سنفكر ونخبرك..
طارق:ائذن لنا أن نذهب لعملنا..
القبطان زياد:حسناً في حفظ الرحمن..ذهبوا إلى عملهم وفي المساء
فيصل:السلام عليكم أيها القبطان..
القبطان زياد:وعليكم السلام ورحمة الله أهلاً بكم..
طارق:أخبرنا محمد بأنك تريد مقابلتنا ..هل من خدمة نقدمها لك؟!
القبطان زياد:نعم يا إخوتي تعالوا إلى هنا اجلسوا لنتحدث..
فقام القبطان زياد بواجب الضيافة
ثم تحدث قائلاً:أنا يا إخوتي أحتاج إلى خبراتكم..
وليس عندي وممن يعمل معي الخبرة الكافية
فما رأيكم؟!
محمد:هل تريدنا أن نعمل معك؟!
القبطان زياد:نعم يا محمد ولكم أجرة عالية..فكروا جيداً بالأمر..
فيصل حسناً أيها القبطان سنفكر ونخبرك..
طارق:ائذن لنا أن نذهب لعملنا..
القبطان زياد:حسناً في حفظ الرحمن..ذهبوا إلى عملهم وفي المساء
اجتمعوا لتبادل الآراء فيما بينهم فمن مؤيد للعمل في البحر بأجرته العالية وبين معارض للعمل بين الأمواج..
حتى اتفقوا جميعاً بأن يعملوا مع القبطان زياد..ذهبوا من الغد إليه وأخبروه بالموافقة..
القبطان زياد:على بركة الله إذاً انهوا جميع واجباتكم في العمل حتى تبدؤوا معي..
وأنا بذلك سأجهز سفينتي للإبحار..فيصل:حسناً بإذن الله..
وبعد أيام الكل كان جاهز للإبحار..فبدأت رحلتهم في هذه الأمواج..
القبطان زياد:أهلاً أيها الإخوة..كم أنا سعيد جداً بانضمامكم لسفينتي..
محمد أهلاً بك أيها القبطان..كم تستغرق هذه الرحلة؟!
القبطان زياد:بإذن الله أسبوع..خلاله سنتوقف على بعض الجزر للراحة فيها والتزود ما ينقصنا من طعام وغيرة
حتى نرسو على جزيرتنا التي نقصدها..
فيصل:أسأل الله لنا التوفيق وأسأله سبحانه أن يبعد عنا جميع المخاطر..
القبطان زياد:توكلوا على الله ولا تيأسوا..طارق:ونعم بالله ..
مرت الأيام وقد توقفوا على بعض الجزر كما اخبرهم بذلك القبطان زياد..
القبطان زياد:على بركة الله إذاً انهوا جميع واجباتكم في العمل حتى تبدؤوا معي..
وأنا بذلك سأجهز سفينتي للإبحار..فيصل:حسناً بإذن الله..
وبعد أيام الكل كان جاهز للإبحار..فبدأت رحلتهم في هذه الأمواج..
القبطان زياد:أهلاً أيها الإخوة..كم أنا سعيد جداً بانضمامكم لسفينتي..
محمد أهلاً بك أيها القبطان..كم تستغرق هذه الرحلة؟!
القبطان زياد:بإذن الله أسبوع..خلاله سنتوقف على بعض الجزر للراحة فيها والتزود ما ينقصنا من طعام وغيرة
حتى نرسو على جزيرتنا التي نقصدها..
فيصل:أسأل الله لنا التوفيق وأسأله سبحانه أن يبعد عنا جميع المخاطر..
القبطان زياد:توكلوا على الله ولا تيأسوا..طارق:ونعم بالله ..
مرت الأيام وقد توقفوا على بعض الجزر كما اخبرهم بذلك القبطان زياد..
وكان في كل مرة ينظر إليهم ويردد في نفسه..كيف أبدأ معهم؟!كيف اخبرهم؟!
يا رب كون لي عوناً..
يا رب كون لي عوناً..
وفي ذلك اليوم وبينما كانوا على ظهر السفينة تهلل وجه القبطان زياد ثم هتف بهم أيها الإخوة ساعات قليلة ونكون على تلك الجزيرة
بإذن الله وستكون هناك مفاجأة لكم فاستعدوا بارك الله فيكم..
فيصل وطارق ومحمد تغيرت ملامح وجوههم..أوجسوا الخوف بنفوسهم..وأسئلة تدور في أذهانهم..
يا ترى ما هي المفاجأة؟!!هل نكون على جزيرة الجثث؟!!هل سنكون أسرى؟!!وأسئلة أخرى..
لم يطق محمد الصبر فسأل القبطان زياد أيها القبطان ما هي مفاجأتك؟!!
القبطان زياد:أخي محمد لا تستعجل فهي مفاجأة لكم..
صمت يعم المكان..بين خوف ورهبة من هذا المصير الذي ينتظرهم..
القبطان زياد هيا ها قد وصلنا والحمد لله..هيا يا أحباب انزلوا ..ساروا بخطواتهم التي لا تعلم مصيرها..
وعند نزولهم هيا يا إخوتي هذه هي المفاجأة نعم إنها جزيرتكم جزيرة المرجان..
الجميع:ماذا؟! هل أنت جاد بذلك؟!هل أنت واثق إنها هي؟!
القبطان زياد: نعم أليست هي؟!!
هيا اذهبوا إلى المسجد فقد حان وقت صلاة المغرب وهناك تجدوا أحبابكم ..
أما أنا سأرتاح هذه الليلة وغداً أعود بإذن الله..بكوا جميعاً ما بين مصدق وبين من يشعر بأنه يحلم..
سجدوا لله شكراً ..على هذه النعمة..بأنهم عادوا على أرضهم التي ابتعدوا عنها عشر سنوات..
فيصل وهو يمسح دموعه أيها القبطان لا أعلم كيف نجازيك على صنعتك؟!!
القبطان زياد: لا يا أخي الفضل لله ثم لمحمد..
قاطعة محمد:أنا وماذا فعلت؟!!
القبطان زياد:نعم يا أخي لقد أنقذتنا بعد الله من تلك جزيرة الجثث..كيف بنا لو أسرنا عندهم..
فالحمد لله أنقذتنا دون أن تشعر ولذلك حفظنا لك هذا الجميل لنرده لك الآن..
طارق:هيا بنا يا إخوتي هيا للمسجد الآن تقام الصلاة ..وأنا بشوق لأهلي وأحبابي..
فيصل:هيا يا أحباب..
هاهي قلوبهم تطير بشوق ..وخطواتهم المسرعة لا تكاد الأرض تحملها..
ودموعهم التي تنهمر من الفرح..
دخلوا المسجد فإذا جموع المصلين قد اصطفوا خلف إمامهم ..و ايقيمت الصلاة بدأ الإمام يقرأ بتلاوته الندية وصوت شجي
يهز الأبدان تلى تلك الآية(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون ( 62 ) ) .
أجهشوا بالبكاء تذكروا حالهم من قبل والآن قد كشف الله ما بهم..وبعد أن انتهت الصلاة ..فيصل:هيا يا إخوتي سنذهب إلى الإمام
ليخبر أهل الجزيرة بقدومنا..
القبطان زياد بحفظ الله يا إخوتي ثم استند على سارية المسجد للراحة بعد عناء السفر..ذهبوا إلى الإمام فإذا هو ابن الخامسة عشر..ويبدوا أنه لا يعرفهم ولا يعرفونه..سلموا عليه فرد السلام ثم سألهم
يبدوا أنكم غرباء عن هذه الجزيرة؟!
فيصل:يبدو كذلك لكن أين أبوك يا بني؟
أجابهم :آه أبي ثم طأطأ رأسه قال يقولون بأنه سيعود لكن هناك عمي ..
طارق :أبن من أنت يا بني؟!
الإمام:أنا صلاح ابن محمد.
قاطعة محمد:ماذا ؟! أنت أبني..فلم يستطع الوقوف ..جلس على الأرض..فيصل:ماذا بك يا محمد؟!
أذكر الله وأحمده على هذه النعمة فقد رأيت ابنك..
محمد:الحمد لله ..الحمد لله..صلاح ينظر إلى أبيه..ولا يعلم ما الذي يدور حوله..
جاء إليهم ناصر:نظر إليهم..حدق جيداً بهم ثم صاح
ماذا ؟! هل ما أراه حقيقة..
أنتما طارق وفيصل حقاً..ضمهما لا أصدق..الحمد لله..
ينظر إليهم محمد يريد أن يتحدث ..أن ينهض لأخيه فما استطاع أن يحمل نفسه..
فيصل:نعم يا ناصر وهذا محمد..
بإذن الله وستكون هناك مفاجأة لكم فاستعدوا بارك الله فيكم..
فيصل وطارق ومحمد تغيرت ملامح وجوههم..أوجسوا الخوف بنفوسهم..وأسئلة تدور في أذهانهم..
يا ترى ما هي المفاجأة؟!!هل نكون على جزيرة الجثث؟!!هل سنكون أسرى؟!!وأسئلة أخرى..
لم يطق محمد الصبر فسأل القبطان زياد أيها القبطان ما هي مفاجأتك؟!!
القبطان زياد:أخي محمد لا تستعجل فهي مفاجأة لكم..
صمت يعم المكان..بين خوف ورهبة من هذا المصير الذي ينتظرهم..
القبطان زياد هيا ها قد وصلنا والحمد لله..هيا يا أحباب انزلوا ..ساروا بخطواتهم التي لا تعلم مصيرها..
وعند نزولهم هيا يا إخوتي هذه هي المفاجأة نعم إنها جزيرتكم جزيرة المرجان..
الجميع:ماذا؟! هل أنت جاد بذلك؟!هل أنت واثق إنها هي؟!
القبطان زياد: نعم أليست هي؟!!
هيا اذهبوا إلى المسجد فقد حان وقت صلاة المغرب وهناك تجدوا أحبابكم ..
أما أنا سأرتاح هذه الليلة وغداً أعود بإذن الله..بكوا جميعاً ما بين مصدق وبين من يشعر بأنه يحلم..
سجدوا لله شكراً ..على هذه النعمة..بأنهم عادوا على أرضهم التي ابتعدوا عنها عشر سنوات..
فيصل وهو يمسح دموعه أيها القبطان لا أعلم كيف نجازيك على صنعتك؟!!
القبطان زياد: لا يا أخي الفضل لله ثم لمحمد..
قاطعة محمد:أنا وماذا فعلت؟!!
القبطان زياد:نعم يا أخي لقد أنقذتنا بعد الله من تلك جزيرة الجثث..كيف بنا لو أسرنا عندهم..
فالحمد لله أنقذتنا دون أن تشعر ولذلك حفظنا لك هذا الجميل لنرده لك الآن..
طارق:هيا بنا يا إخوتي هيا للمسجد الآن تقام الصلاة ..وأنا بشوق لأهلي وأحبابي..
فيصل:هيا يا أحباب..
هاهي قلوبهم تطير بشوق ..وخطواتهم المسرعة لا تكاد الأرض تحملها..
ودموعهم التي تنهمر من الفرح..
دخلوا المسجد فإذا جموع المصلين قد اصطفوا خلف إمامهم ..و ايقيمت الصلاة بدأ الإمام يقرأ بتلاوته الندية وصوت شجي
يهز الأبدان تلى تلك الآية(أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون ( 62 ) ) .
أجهشوا بالبكاء تذكروا حالهم من قبل والآن قد كشف الله ما بهم..وبعد أن انتهت الصلاة ..فيصل:هيا يا إخوتي سنذهب إلى الإمام
ليخبر أهل الجزيرة بقدومنا..
القبطان زياد بحفظ الله يا إخوتي ثم استند على سارية المسجد للراحة بعد عناء السفر..ذهبوا إلى الإمام فإذا هو ابن الخامسة عشر..ويبدوا أنه لا يعرفهم ولا يعرفونه..سلموا عليه فرد السلام ثم سألهم
يبدوا أنكم غرباء عن هذه الجزيرة؟!
فيصل:يبدو كذلك لكن أين أبوك يا بني؟
أجابهم :آه أبي ثم طأطأ رأسه قال يقولون بأنه سيعود لكن هناك عمي ..
طارق :أبن من أنت يا بني؟!
الإمام:أنا صلاح ابن محمد.
قاطعة محمد:ماذا ؟! أنت أبني..فلم يستطع الوقوف ..جلس على الأرض..فيصل:ماذا بك يا محمد؟!
أذكر الله وأحمده على هذه النعمة فقد رأيت ابنك..
محمد:الحمد لله ..الحمد لله..صلاح ينظر إلى أبيه..ولا يعلم ما الذي يدور حوله..
جاء إليهم ناصر:نظر إليهم..حدق جيداً بهم ثم صاح
ماذا ؟! هل ما أراه حقيقة..
أنتما طارق وفيصل حقاً..ضمهما لا أصدق..الحمد لله..
ينظر إليهم محمد يريد أن يتحدث ..أن ينهض لأخيه فما استطاع أن يحمل نفسه..
فيصل:نعم يا ناصر وهذا محمد..
ناصر ماذا؟!أخ..أخ..أخي محمد فأجهشا بالبكاء يضمه تارة وينظر إليه أخرى..
أخي محمد لا أصدق ما الذي أصابك؟!
محمد:أخي ناصر سأحكي لك لاحقاَ بإذن الله..ناصر يلتفت إلى صلاح
أي بني هذا والدك محمد قد من الله عليه بالعودة ومن علينا أن نراه فلله الحمد..
قبل صلاح والده وأخذ يقبله..محمد:أخي ناصر أريد أن أذهب إلى المنزل..أريد أن أرى أم صلاح وسارة ومرجانة..
ناصر:حسناً يا محمد ستذهب للمنزل بإذن الله..وسأخبر أهل الجزيرة بعودتكم..
محمد: جزاك الله خيراً يا ناصر
أخي ناصر أريد منك أن تستضيف هذه الليلة القبطان زياد إنه هناك على تلك السارية ..هو من أنقذنا بعد الله ..
ناصر :أبشر يا محمد لم تطلب شيئاً فهذا واجبي سأستضيفه وأكرمه ..
ناصر:أيها الإخوة اذهبوا لمنازلكم لترتاحوا..وتسعدوا أهلكم..ذهب كل واحد منهم إلى منزله..
محمد:أخي ناصر سأحكي لك لاحقاَ بإذن الله..ناصر يلتفت إلى صلاح
أي بني هذا والدك محمد قد من الله عليه بالعودة ومن علينا أن نراه فلله الحمد..
قبل صلاح والده وأخذ يقبله..محمد:أخي ناصر أريد أن أذهب إلى المنزل..أريد أن أرى أم صلاح وسارة ومرجانة..
ناصر:حسناً يا محمد ستذهب للمنزل بإذن الله..وسأخبر أهل الجزيرة بعودتكم..
محمد: جزاك الله خيراً يا ناصر
أخي ناصر أريد منك أن تستضيف هذه الليلة القبطان زياد إنه هناك على تلك السارية ..هو من أنقذنا بعد الله ..
ناصر :أبشر يا محمد لم تطلب شيئاً فهذا واجبي سأستضيفه وأكرمه ..
ناصر:أيها الإخوة اذهبوا لمنازلكم لترتاحوا..وتسعدوا أهلكم..ذهب كل واحد منهم إلى منزله..
هاهو صلاح يطرق الباب..
أمي ..سارة..مرجانة..هيا معي مفاجأة لكن..فتحت أم صلاح ..ما بك يا بني كدت أن تكسر الباب..هيا أدخل ..لم أنت واقف بالباب..
أمي ..سارة..مرجانة..هيا معي مفاجأة لكن..فتحت أم صلاح ..ما بك يا بني كدت أن تكسر الباب..هيا أدخل ..لم أنت واقف بالباب..
دخل صلاح أخذ بيد أبيه..أمي هيا انظري..أنظري له جيداً..إنه أبي محمد..أبي الذي فقدناه في البحر..
حدقت به أم صلاح..سالت دموعها من مقلتيها فرحاً..أنت محمد لا أصدق ..أنت هنا بعد هذه السنوات..
هل أنا في حلم..محمد يمسح دموعها لا يا أم صلاح أنت لا تحلمين ..أنا هناك بجانبكم..من الله علي بالعودة..
صلاح أين سارة ومرجانة أريد أن أراهما..فإنني بشوق إليهما..جلس محمد مع أم صلاح ينتظر ابنتاه..
أتت سارة مع مرجانة قبلتا أبيهما ..محمد يحدق بهم جميعاً..آه لا أصدق أنني بينكم فقد كبرتم..أم صلاح:الحمد لله يا محمد
أنت بين أهلك الذين يحبونك ولم تفارق صورتك مخليتهم..
محمد:هيا يا أم صلاح اخبريني ما الذي فعلتم بعد غيابي..
أم صلاح:الحمد لله بأحسن حال..لم يقصر ناصر معنا..بعد سنة من فقدك لم افقد الأمل فقد كنت ادعوا الله بأن تعود إلينا فتزداد همتي بأنك ستعود..
لقد التحقت سارة ومرجانة بحلقات لتحفيظ القرآن..أما صلاح كان ناصر يأخذه لحلقات المسجد ليكون مع الطلاب هناك..
مرت السنوات وهاهي سارة قد حفظت كتاب الله وتعلمه الفتيات..أما مرجانة بعد أن حفظت كتاب الله التحقت بدروس التفسير..
أما صلاح فهو إمام المسجد..قد مرت سنوات علينا فيها من قلة المال واجتياح للمرض للجزيرة لكن الحمد لله قد تغلبنا عليها..
وأنت يا محمد ما الذي فعلته ما هي حكايتك؟
حدقت به أم صلاح..سالت دموعها من مقلتيها فرحاً..أنت محمد لا أصدق ..أنت هنا بعد هذه السنوات..
هل أنا في حلم..محمد يمسح دموعها لا يا أم صلاح أنت لا تحلمين ..أنا هناك بجانبكم..من الله علي بالعودة..
صلاح أين سارة ومرجانة أريد أن أراهما..فإنني بشوق إليهما..جلس محمد مع أم صلاح ينتظر ابنتاه..
أتت سارة مع مرجانة قبلتا أبيهما ..محمد يحدق بهم جميعاً..آه لا أصدق أنني بينكم فقد كبرتم..أم صلاح:الحمد لله يا محمد
أنت بين أهلك الذين يحبونك ولم تفارق صورتك مخليتهم..
محمد:هيا يا أم صلاح اخبريني ما الذي فعلتم بعد غيابي..
أم صلاح:الحمد لله بأحسن حال..لم يقصر ناصر معنا..بعد سنة من فقدك لم افقد الأمل فقد كنت ادعوا الله بأن تعود إلينا فتزداد همتي بأنك ستعود..
لقد التحقت سارة ومرجانة بحلقات لتحفيظ القرآن..أما صلاح كان ناصر يأخذه لحلقات المسجد ليكون مع الطلاب هناك..
مرت السنوات وهاهي سارة قد حفظت كتاب الله وتعلمه الفتيات..أما مرجانة بعد أن حفظت كتاب الله التحقت بدروس التفسير..
أما صلاح فهو إمام المسجد..قد مرت سنوات علينا فيها من قلة المال واجتياح للمرض للجزيرة لكن الحمد لله قد تغلبنا عليها..
وأنت يا محمد ما الذي فعلته ما هي حكايتك؟
محمد:آه سأحكي لكم حكايتي وبعد أن انتهى ..لكن يا أم صلاح أريد أن أكافئ القبطان زياد ما رأيك؟
أم صلاح بالتأكيد سأخبرك غداً بإذن الله عن مكافأته..
محمد:حسناً بإذن الله..
هاهو فيصل وطارق بمنزليهما قد اخبرا أهليهما بما جرى لهم ..
شاع الخبر بالجزيرة أنهم على قيد الحياة..
أما القبطان زياد فهو باستضافة ناصر..رحب به وأكرمه وبات عنده تلك الليلة..
شاع الخبر بالجزيرة أنهم على قيد الحياة..
أما القبطان زياد فهو باستضافة ناصر..رحب به وأكرمه وبات عنده تلك الليلة..
وبعد صلاة الفجر عاد محمد لمنزله فقد جهزت أم صلاح الطعام أخذ يأكل وهاهي تخبره عن مكافأة القبطان زياد
أم صلاح:ما رأيك يا محمد أن نكافئه بسارة؟
محمد:هل تقصدين أن أزوجه أبنتي سارة؟!!
أم صلاح :ولم لا فهو رجل صالح كما أخبرتنا..
محمد:حسناً يا أم صلاح أخبري سارة بذلك إن أرادت وإلا فلا..
أم صلاح:تبتسم قائلة لقد أخبرتها بذلك ليلة البارحة..
محمد:ما شاء الله يا أم صلاح وماذا قالت؟!!
أم صلاح:لقد صمتت قليلاً ثم قالت الرأي رأيكم..
محمد والابتسامة تعلو فيه:على بركة الله سأخبره بذلك..
ذهب محمد إلى منزل ناصر طرق الباب ففتح ناصر..أهلاً بك يا محمد ..
محمد:أهلاً بك أخي ناصر هل القبطان لا يزال موجود عندك؟!
أم صلاح:ما رأيك يا محمد أن نكافئه بسارة؟
محمد:هل تقصدين أن أزوجه أبنتي سارة؟!!
أم صلاح :ولم لا فهو رجل صالح كما أخبرتنا..
محمد:حسناً يا أم صلاح أخبري سارة بذلك إن أرادت وإلا فلا..
أم صلاح:تبتسم قائلة لقد أخبرتها بذلك ليلة البارحة..
محمد:ما شاء الله يا أم صلاح وماذا قالت؟!!
أم صلاح:لقد صمتت قليلاً ثم قالت الرأي رأيكم..
محمد والابتسامة تعلو فيه:على بركة الله سأخبره بذلك..
ذهب محمد إلى منزل ناصر طرق الباب ففتح ناصر..أهلاً بك يا محمد ..
محمد:أهلاً بك أخي ناصر هل القبطان لا يزال موجود عندك؟!
ناصر نعم عندي يا محمد تفضل بالدخول..دخل محمد فسلم على القبطان زياد ..
وبعد أن تجاذبا الحديث ..تردد بكيف يبدأ ..صمت قليلاً ثم قال
أيها القبطان زياد أريد أن أكافئك بدرة قطعتها من قلبي..
أريد تزويجك أبنتي سارة فلن أجد من يحفظها في هذا
الزمن إلا أنت فماذا ترى ؟
القبطان زياد:لا أعلم ما أقوله لك فقد فاجأتني..
أخي محمد والله إنه لشرف لي..
ناصر:الحمد لله لن نجد مثلك يا زياد..
محمد :نعم على بركة الله يا زياد سيكون زواجكما بعد شهر حتى تأتي بأهلك
ونحتفل هنا..القبطان زياد:بإذن الله..
وفي مساء ذلك اليوم اجتمعوا أهل الجزيرة بفيصل وطارق ومحمد..
بأبو سالم وبالقبطان أيمن وهاني وغيرهم يتسامرون معهم ويتحدثون عن أيام غربتهم.
مرت الأيام وهاهو القبطان زياد قد احضر أهله احتفلوا جميعاً بهذا الزواج..وكانت ليلة سعيدة على أهل الجزيرة..
بعودة المفقودين ..ومن ثم بزواج القبطان زياد من سارة..وهاهي الفرحة تعلو سمائهم بعد أن مر عليهم الحزن لسنوات عدة..
وبعد أن تجاذبا الحديث ..تردد بكيف يبدأ ..صمت قليلاً ثم قال
أيها القبطان زياد أريد أن أكافئك بدرة قطعتها من قلبي..
أريد تزويجك أبنتي سارة فلن أجد من يحفظها في هذا
الزمن إلا أنت فماذا ترى ؟
القبطان زياد:لا أعلم ما أقوله لك فقد فاجأتني..
أخي محمد والله إنه لشرف لي..
ناصر:الحمد لله لن نجد مثلك يا زياد..
محمد :نعم على بركة الله يا زياد سيكون زواجكما بعد شهر حتى تأتي بأهلك
ونحتفل هنا..القبطان زياد:بإذن الله..
وفي مساء ذلك اليوم اجتمعوا أهل الجزيرة بفيصل وطارق ومحمد..
بأبو سالم وبالقبطان أيمن وهاني وغيرهم يتسامرون معهم ويتحدثون عن أيام غربتهم.
مرت الأيام وهاهو القبطان زياد قد احضر أهله احتفلوا جميعاً بهذا الزواج..وكانت ليلة سعيدة على أهل الجزيرة..
بعودة المفقودين ..ومن ثم بزواج القبطان زياد من سارة..وهاهي الفرحة تعلو سمائهم بعد أن مر عليهم الحزن لسنوات عدة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق